نقاش حول معرفة الله بشأن التصميم الفريد لكوكب الأرض (مع التركيز على دور المشتري)

كوكب المشتري يلعب دورًا غير مباشر ولكنه فعال للغاية في حماية الأرض، خاصة من خلال تأثيراته الجاذبية التي تؤدي إلى انحراف أو جذب العديد من الكويكبات والمذنبات التي قد تصطدم بالأرض. بسبب كتلته الهائلة (أكثر من 300 مرة كتلة الأرض)، يمتلك المشتري مجالًا جاذبيًا قويًا للغاية. هذه الخاصية تجعل العديد من الأجسام الضالة في الفضاء، مثل الكويكبات والمذنبات، تُجذب نحو المشتري أو تنحرف عن مسارها بدلاً من الاصطدام بالأرض. مثال تاريخي: المذنب شوميكر-ليفي 9 (Shoemaker-Levy 9) في عام 1994، تم جذبه بواسطة جاذبية المشتري واصطدم بهذا الكوكب بدلاً من الأرض. هذا الحدث يُعد واحدًا من أفضل الأمثلة التي تُظهر دور المشتري الوقائي. يعتقد العلماء أنه إذا لم يكن المشتري موجودًا أو كانت كتلته أقل بدرجة كبيرة، لكانت الأرض معرضة لمعدل أعلى بكثير من التصادمات مع الأجسام السماوية. كان من الممكن أن تؤدي هذه التصادمات إلى عواقب بيئية كارثية أو حتى انقراض الأنواع.

الآن، تخيلوا هذا السيناريو: لو لم يكن المشتري موجودًا في النظام الشمسي، ماذا كان سيحدث؟ كانت العديد من الأجسام الضالة مثل الكويكبات والمذنبات ستصطدم بالأرض، وكانت الأرض تتعرض يوميًا لقصف من عدد كبير من الكويكبات والمذنبات، مما كان سيجعل الحياة صعبة للغاية. تخيلوا أنكم نائمون في المنزل ليلاً أو تسيرون في الشارع نهارًا، وفجأة يصطدم كويكب أو شهاب بحيث تكونون موجودين، كان هذا من شأنه أن يجعل الحياة على الأرض صعبة وغير ممكنة. ولكن يجب الإشارة إلى أن الأرض صُممت بشكل خاص وفريد، وجميع العناصر الضرورية موجودة، بما في ذلك قمر كبير لتنظيم المد والجزر، ومجال مغناطيسي، وغلاف جوي مناسب، وكوكب يُدعى المشتري يعمل كدرع بجانبها، ومسافة الأرض من الشمس مُعدلة بشكل مثالي. كل هذه العوامل عملت معًا لتشكيل الحياة على الأرض، بحيث إذا ضربنا احتمالية تجمع كل هذه العوامل في غياب خالق، فإن احتمال كونها صدفة يكون قريبًا من الصفر. كان من الممكن ألا يوجد المشتري، كما هو الحال في العديد من أنحاء الكون التي لا توجد فيها حياة، ولكنه موجود، وهذا يتيح لنا على الأرض الهروب من مخاطر العديد من الأجسام الفضائية. المشتري يلعب دورًا مشابهًا لمظلة تحمي الإنسان من البَرَد. يجب أيضًا طرح هذا الافتراض: إذا قبل عقل الإنسان أن وجود مظلة هو نتيجة صدفة، فقد يكون وجود المشتري في تلك النقطة صدفة أيضًا. ولكن عندما لا يستطيع عقل الإنسان قبول أن مظلة صغيرة يمكن أن تكون نتيجة صدفة ويجب أن يكون لها صانع، فبالتأكيد المشتري بكل عظمته الذي يحمي الأرض لا يمكن ألا يكون له خالق. نقطة أخرى هي أنه في غياب المشتري، حتى لو وُجدت الحياة، فقد لا تكون حياة ذكية كما هي اليوم بسبب المشاكل الناتجة، وقد يمنع قصف الكوكب من تطور الأرض، وهذا أمر يستحق الملاحظة. في الآية 65 من سورة الحج، يشير الله تعالى: “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ” (المصدر: Quran.com).

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *